كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 10)
عَقَبَ الربيعُ خلافهم فكأنما ..... بَسَطَ الشواطبُ بينهن حصيرًا (¬1)
وقوله تعالى: {لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ} يعني مع محمد إلى تبوك: {لْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ}، قال ابن عباس: (يريد: يفهمون ويعقلون أن مصير المنافقين إليها) (¬2)، وهذا ذم للمنافقين بفرحهم بالقعود عن الجهاد، والفرار من حر الشمس إلى حر الجمر.
82 - قوله تعالى: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا}، قال أبو رزين (¬3): (يقول الله تعالى: مقامهم (¬4) في الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاؤوا، فإذا صاروا إلى الآخرة بكوا (¬5) بكاء (¬6) لا ينفعهم فذلك الكثير) (¬7).
وقال الحسن: (قوله: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا} وعيد من الله لهم، يقول: فإن ذلك منهم قليل لأن الدنيا كلها قليل يفنى وينقطع، [فضحكهم قليل فيها،
¬__________
(¬1) نسب المؤلف البيت للأحوص، والصحيح أنه للحارث بن خالد المخزومي كما في "ديوانه" ص 63، و"مجاز القرآن" 1/ 164، و"الأغاني" 15/ 128، و"لسان العرب" (خلف) 2/ 1237. ورواية "الديوان": عقب الرذاذ.
والشواطب: النساء اللواتي يشققن الخوص، ويقشرن العسب، ليتخذن منه الحصر. انظر: "اللسان" (شطب) 4/ 2261.
(¬2) "تنوير المقباس" ص 200 مختصرًا.
(¬3) هو: مسعود بن مالك الأسدي مولاهم، أبو رزين الكوفي، تابعي ثقة، من رجال مسلم، توفي سنة 85 هـ.
انظر: "الكاشف" 2/ 257، و"تهذيب التهذيب" 4/ 63، و"تقريب التهذيب" ص 528 (6612).
(¬4) ساقط من (ح).
(¬5) في (ح): (يكون)، وهو خطأ.
(¬6) في (ح): (نكالًا)، وهو وهم من الناسخ.
(¬7) رواه بنحوه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 6/ 1855، وابن جرير10/ 202 وابن أبي شيبة كما في "الدر المنثور" 3/ 474.
الصفحة 577
598