كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 10)

وسرورهم وفرحهم قليل لأنه ينقطع] (¬1)، وكل شيء ينقطع فهو قليل. {وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} في النار لا انقطاع له (¬2)، قال ابن عباس: (إن أهل النفاق ليبكون (¬3) في النار عمر الدنيا فلا يرقأ لهم دمع) (¬4)، وقال أبو موسى: (حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت) (¬5).
قال صاحب "النظم": (هذا فصل (¬6) جاء مجيء الأمر وتأويله الخبر، أي (¬7): أنهم سيضحكون قليلا وسيبكون كثيراً، يدل (¬8) على ذلك قوله تعالى: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
وقال أبو إسحاق: ({جَزَاءً} مفعول له، المعنى: وليبكوا لهذا الفعل) (¬9).
وقال ابن عباس: في قوله: {بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (أي: في الدنيا من النفاق والتكذيب) (¬10).
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين ساقط من (ح).
(¬2) رواه ابن جرير 10/ 202 مختصرًا، وذكر بعضه ابن أبي حاتم 6/ 1856 بغير سند، ورواه بمعناه مختصرًا عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 2/ 284.
(¬3) في (ى): (ليبكوا).
(¬4) رواه الثعلبى 6/ 135 ب.
(¬5) رواه أحمد في كتاب: "الزهد" 2/ 152، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 261، ورواه الحاكم عنه مرفوعًا "المستدرك" 4/ 605، وقال: صحيح الإسناد، قلت: في سنده محمد بن الفضل عارم، قال الحافظ ابن حجر في "تقريب التهذيب" ص502 (6226): ثقة ثبت تغير، في آخر عمره.
(¬6) هكذا في النسخ ولعل الصواب: (فعل).
(¬7) ساقط من (ى).
(¬8) في (م): (دل).
(¬9) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 463، وعبارته: جزاء لهذا الفعل.
(¬10) "تنوير المقباس" ص 200 بمعناه.

الصفحة 578