كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 10)
وقال الأصمعي: (يقال: خلف فلان عن كل خير، فهو يخلف خلوفًا إذا فسد ولم يفلح (¬1) فهو خالف وخالفة (¬2)) (¬3)، فجاء من هذه الأقوال أن الخالف يكون بمعنى المخالف وبمعنى الفاسد، وكلاهما يجوز في الآية، وقول ابن عباس في هذه الآية: {مَعَ الْخَالِفِينَ} مع الرجال الذين تخلفوا) (¬4)، يجوز أن يكون من هذا؛ لأن من تخلف عنك فقد خالفك، وقال جماعة من المفسرين: (يريد مع أهل الفساد) (¬5)، وهذا معنى ما ذكرنا من قولهم خلف فلان: إذا فسد، ومثله خلف اللبن وخلف النبيذ.
وهذه الآية دليل على أن من ظهر منه نفاق وتخذيل لا يجوز للإمام أن يستصحبه في الغزو، اقتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما أمره الله به (¬6) من مباعدتهم عن الجماعة التي تصحب في السفر وتنصر على العدو من أهل الطاعة (¬7).
84 - وقوله تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا}، {مَات} (¬8) في موضع جر؛ لأنه صفة للنكرة كأنه قيل: على أحد منهم ميت، و {أَبَدًا} ظرف لـ {تُصَلِّ}، كأنه قيل: ولا تصل أبدًا على أحد منهم.
¬__________
(¬1) في (ى): (يخلف)، وما أثبته موافق لـ"تهذيب اللغة".
(¬2) في "تهذيب اللغة": وهي (خالفة).
(¬3) "تهذيب اللغة" (خلف) 1/ 1088.
(¬4) سبق تخريجه قبل عدة أسطر.
(¬5) انظر: "تفسير ابن جرير" 10/ 204، والثعلبي 6/ 135 ب، والرازي 16/ 151.
(¬6) ساقط من (ح).
(¬7) انظر: "المغني" لابن قدامة 13/ 15، و"حاشية الروض" 4/ 263.
(¬8) ساقط من (ح).
الصفحة 582
598