كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 10)
أنس: (أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يصلي عليه فأخذ جبريل بثوبه (¬1)، وقال: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ (¬2) مَاتَ أَبَدًا} الآية (¬3).
وقوله تعالى: {وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}، قال الزجاج: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دفن الميت وقف على قبره ودعا له) (¬4)، وقال الكلبي: (لا تدفنه ولا تله) (¬5)، وهذا من قولهم: قام فلان بأمر فلان إذا كفاه أمره وتولاه.
85 - قوله تعالى: {وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ} قد تقدم تفسير هذه الآية في قوله تعالى: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ} [التوبة: 55].
قال أهل المعاني: (إنما كرر هذه الآية للبيان عن قوة هذا المعنى فيما ينبغي أن يحذر منه مع أنه للتذكير به في موطنين يبعد أحدهما عن الآخر فتجب العناية بأمره، قالوا: ويجوز أن يكون في فريقين من المنافقين، فيجري مجرى قول القائل: (لا تعجبك حال زيد، لا تعجبك حال عمرو) (¬6).
¬__________
(¬1) ساقط من (ح).
(¬2) ساقط من (ى).
(¬3) رواه ابن جرير 10/ 205، وأبو يعلى وابن مردويه كما في "الدر المنثور" 3/ 476، وفي سند ابن جرير ضعيف بل متروك، وهو يزيد بن أبان الرقاشي كما في "تهذيب التهذيب" 4/ 403، ثم إن في الأثر علة قادحة لمخالفته رواية "الصحيحين" السابقة وفيها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى عليه.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 464، والحديث رواه أبو داود (3221)، كتاب: الجنائز، باب: الاستغفار عن القبر للميت، وهو حديث صحيح كما في "صحيح الجامع وزياداته"، رقم (4760) 2/ 865.
(¬5) ذكره بنحوه الرازي في "تفسيره" 16/ 153.
(¬6) انظر: "تفسير الرازي" 16/ 155 - 156، و"الخازن" 2/ 251، ولم أجده في كتب أهل المعاني.
الصفحة 584
598