كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 10)

و {الْمُعَذِّرُونَ} (¬1) بالتشديد: الذين يعتذرون بلا عذر، كأنهم المقصرون الذين لا عذر لهم، وعلى هذه القراءة، معنى الآية: إن الله تعالى فصل بين أصحاب العذر وبين الكاذبين، قال ابن عباس: (هم الذين تخلفوا بعذر بإذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) (¬2).
وقال عطاء عنه: (يريد الأعراب [الذين يعتذرون] (¬3) إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في تخلفهم ليؤذن لهم في التخلف) (¬4).
وقال الضحاك: (هم وهي عامر بن الطفيل (¬5) جاؤا (¬6) إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقالوا: إن نحن غزونا معك تُغير أعراب طيء على حلائلنا (¬7) وأولادنا ومواشينا فعذرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) (¬8).
ونحو هذا قال مجاهد: (هم أهل العذر) (¬9)، ومن قرأ: {الْمُعَذِّرُونَ}
¬__________
(¬1) في (ى): (والمعذر).
(¬2) رواه الثعلبي في "تفسيره" 6/ 137 أ، وبنحوه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 6/ 1860، وابن جرير 10/ 210.
(¬3) ما بين المعقوفين ساقط من (ى).
(¬4) "تنوير المقباس" ص 201 بنحوه من رواية الكلبىِ.
(¬5) هو: عامر بن الطفيل بن مالك العامري سيد بني عامر بن صعصعة، كان من فرسان العرب وفتاكها وشعرائها، وهو الذي فتك بأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بئر معونة، ثم حال الغدر بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وظل جادًا في سعيه لإطفاء نور الله، حتى هلك سنة 11هـ. انظر: "السيرة النبوية" 3/ 185، 4/ 233، و"الشعر والشعراء" ص 207، و"الإصابة" 3/ 125.
(¬6) في (ح): (جاء).
(¬7) الحلائل: جمع حليلة وهي الزوجة. انظر: "الصحاح" (حلل) 4/ 1673.
(¬8) رواه الثعلبي 6/ 137 أ، والبغوي 4/ 83.
(¬9) رواه ابن جرير 10/ 210.

الصفحة 589