كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 10)

بالتشديد وهو قراءة العامة (¬1) فله وجهان من العربية والتأويل:
أحدهما: ما ذكره الفراء والزجاج وابن الأنباري: (وهو أن الأصل في هذا اللفظ عند النحويين: المعتذرون فحولت فتحة التاء إلى العين وأبدلت الذال من التاء، وأدغمت في الذال التي بعدها فصارتا ذالًا مشددة (¬2)) (¬3).
والاعتذار ينقسم في كلام العرب على قسمين، يقال: اعتذر (¬4): إذا كذب في عذره، قال الله تعالى: {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ}، فدل على فساد عذرهم بقوله (¬5): {قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا} [التوبة: 94]، ويقال: اعتذر: إذا جاء بعذر صحيح، ومنه قول لبيد:
ومن يبك حولًا كاملًا فقد اعتذر (¬6)
¬__________
(¬1) هي قراءة العشرة عدا يعقوب، وقتيبة عن الكسائي. انظر: "الغاية في القراءات العشر" ص 166، و"تقريب النشر" ص 121.
(¬2) في (م): (مشدودة).
(¬3) انظر: "معاني القرآن" للفراء 1/ 447، و"معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 2/ 464، و"كتاب الأضداد" لابن الأنباري ص 321.
(¬4) في (ح): (اعتذرت).
(¬5) في (ح): (لقوله).
(¬6) هذا عجز بيت، وصدره:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما
وهو للبيد بن ربيعة العامري في "ديوانه" ص 214، و"كتاب الأضداد" لابن الأنباري ص 321، و"تهذيب اللغة" (عذر)، و"الخصائص" 3/ 29، و"لسان العرب" (عذر) 5/ 2855.
والشاعر يوصي ابنتيه بالبكاء عليه بعد موته حولًا كاملاً، وقبل هذا البيت قال:
فقوما فقولا بالذي قد علمتما ... ولا تخمشا وجهًا ولا تحلقا شعر

الصفحة 590