كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

فنسبوا كلهم إلى عربة؛ لأن أباهم إسماعيل -عليه السلام- بها (¬1) نشأ وربل (¬2) أولاده بها (¬3) وكثروا فلما لم تحتملهم البلد انتشروا وأقامت قريش بها.
وقال أهل المعاني: (هذه الآية دليل على أن اللفظ العام يرد للخاص؛ لأن الأعراب لفظ عام (¬4) وليس المراد به جميع الأعراب) (¬5).
وقوله تعالى: {أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا}، قال أبو إسحاق: (كفرهم أشد لأنهم أقسى وأجفى من أهل المدر (¬6)، وهم أيضاً أبعد عن سماع التنزيل، وإنذار الرسول -صلى الله عليه وسلم-) (¬7). والمعنى: أشد كفرًا من أهل الحضر لجفاء صدورهم [ونبو طباعهم (¬8)، وكذلك الأكراد والأتراك، وسائر أهل الخباء (¬9) أو العمد (¬10)] (¬11).
¬__________
(¬1) ساقط من (ى).
(¬2) في (ح) و (ى): (ربا) أي نما وزاد، وأثبت ما في (م) لموافقته لمصدر القول إذ فيه: وربل أولاده: أي كثروا.
(¬3) ساقط من (ى).
(¬4) في (ى): (العام).
(¬5) انظر: "المحرر الوجيز" 7/ 6، ولم أجده في كتب أهل المعاني.
(¬6) في (ى): (المدن). وما أثبته موافق للمصدر التالي، وهما بمعنى واحد كما في "اللسان" (مدر).
(¬7) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 465.
(¬8) في (ح): (باطنكم عنهم)، وهو وهم من الناسخ.
(¬9) في (ح): الخبت، وهي المفازة كما في "مجمل اللغة" (خبت) 2/ 310، والخباء: من بيوت الأعراب، وهو ما كان من وبر أو صوف، ولا يكون من شعر، وهو على عمودين أو ثلاثة. انظر: "لسان العرب" (خبا) 2/ 1098.
(¬10) العمد -بفتح العين- اسم للجمع، وأهل العمد: أصحاب الأخبية الذين ينتقلون إلى الكلأ حيث كان، والعمود: الخشبة التي تقوم عليها الخيمة وبيت الشعر.
انظر: "لسان العرب" (عمد) 5/ 3097.
(¬11) ما بين المعقوفين ساقط من (ى).

الصفحة 13