كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

وقوله تعالى: {وَأَجْدَرُ}: أي أولى وأخلق، قال الليث: (يقال فلان جدير لذلك الأمر: أي خليق له، وما كان جديرًا، ولقد جدر جدارة، وأجدر به) (¬1)، وإنه لجدير، وإنهما لجديران، وإنهم لجديرون، قال زهير:
جديرون يومًا أن ينالوا ويستعلوا (¬2) (¬3)
[والمرأة جديرة، والنساء جديرات وجدائر قاله اللحياني (¬4)، وهو مأخوذ من حيدر الحائط وهو رفعه بالبناء له، فقولهم: ذاك أجدر أن تظفر] (¬5) بحاجتك: أي أقرب أن تستعلي عليها، فكذلك هؤلاء أقرب أن يستعلوا على الجهل بالتمكن فيه، وقوله تعالى: {أَلَّا يَعْلَمُوا}، قال الفراء والزجاج: (أن) في موضع نصب لأن الباء محذوفة (¬6).
وقوله تعالى: {حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ} [قال ابن عباس: (يريد
¬__________
(¬1) اهـ. الكلام المنسوب لليث، انظر: "تهذيب اللغة" (جدر) 1/ 558، والنص بنحوه في كتاب: العين (جدر) 6/ 75.
(¬2) في (م): (فيستعلوا). وما أثبته موافق لرواية الديوان.
(¬3) هذا عجز بيت، وصدره:
بخيل عليها جنة عبقرية
انظر: "ديوان زهير" ص103، و"المحتسب" 2/ 306، و"لسان العرب" (عبقر) 5/ 2788. وجنة: جمع جن. وعبقرية: أي منسوبة إلى عبقر وهو موضع بالبادية تكثر فيه الجن كما تقول العرب. انظر: "اللسان" (عبقر) 5/ 2788.
(¬4) "تهذيب اللغة" (جدر) 1/ 42، وبدايته من نهاية الكلام المنسوب لليث. واللحياني هو: علي بن حازم أبو الحسن اللحياني، من كبار أهل اللغة ومن مشهوري نحاة الكوفة، كان معاصرًا للفراء وتصدر في أيامه، وله كتاب حسن في "النوادر".
(¬5) ما بين المعقوفين مكرر في (ى).
(¬6) "معاني القرآن" للفراء 1/ 499، و"معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 2/ 465.

الصفحة 14