كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

حرك القاف بالحركة التي كانت تكون للام في الإدراج، وإما في إتباعٍ (¬1) لما قبلها للضرورة نحو قول الشاعر (¬2):
إذا تجرد نوح قامتا معه ... ضربا أليمًا بسبتٍ يلعج الجِلِدا
كسر اللام إتباعًا لحركة فاء الفعل للضرورة، ولا يجوز واحد من الوجهين في الآية؛ لأن قوله: (قُربة) ليس موقوفًا عليه، ولا يجوز أن تحمل حركة الراء على إتباع ما قبلها؛ لأن ذلك إنما يجوز في الضرورة، وإذا لم يجز الحمل على واحد من الأمرين علمت أن الحركة هي الأصل (¬3). قال ابن عباس في قوله: {أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ}، يريد نور (¬4) لهم ومكرمة (¬5) عند الله (¬6).
¬__________
= ونسب له أو لفدكي بن عبد الله في "الدرر اللوامع" 6/ 300، ولفدكي المنقري في القاموس (فصل النون، باب الراء) 486، ولبعض السعديين في "كتاب سيبويه" 4/ 173.
والنقر: قال الفيروزأبادي في الموضع السابق: (أن تلزق طرف لسانك بحنكك ثم تصوت، أو هو اضطراب اللسان، أو هو صويت تزعج به الفرس).
أما الأثابي: فهي الجماعات. انظر: "لسان العرب" (ثبا) 1/ 470.
(¬1) هذا هو الوجه الثاني في جواز أن يكون الأصل التخفيف ثم يثقل.
(¬2) هو: عبد مناف بن ربع الهذلي، كما في "شرح أشعار الهذليين" 2/ 672، و"جمهرة اللغة" (علج) 1/ 483، و"لسان العرب" (لعج) 7/ 4041، و"نوادر أبي زيد" ص 30.
(¬3) "الحجة" 4/ 209 - 212 باختصار وتصرف.
(¬4) ساقط من (ح).
(¬5) في (م): (تكرمة).
(¬6) "الوسيط" 2/ 519.

الصفحة 22