كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

ابن عباس (¬1) في رواية عطاء: لو أن معي جماعة أقوى بها عليكم، وقال في رواية الكلبي (¬2): القوة: الولد وولد الولد، وعلى هذا جعل ما يتقوى به قوة، كما سمى العدة من السلاح قوة في قوله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60].
وقال آخرون: أراد بالقوة: القدرة على دفعهم ومنعهم، هذا معني قول مقاتل (¬3)، قال: القوة البطش.
وقوله تعالى: {أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ}، [قال ابن الأنباري] (¬4): عطف آوي على القوة؛ لأن القوة مصدر، والمصدر يتأول بـ (أن) وتكون (أن) بمعناه (¬5) فيقال: يعجبني قيامك ويعجبني أن تقوم، فنسق {آوِي} على القوة؛ لأن معه (أن) مُقدرة وتلخيصه: لو أن لي أتقوى أو أن آوي، فلما فقد المستقبل (أن) وقع بالزيادة التي في أوله ومثله (¬6):
للبس عباءة وتقر عيني ... أحب إلى من لبس الشفوف
على تقدير لأن (¬7) ألبس وأن (¬8) تقر عيني، ومعنى {آوِي} أرجع
¬__________
(¬1) "زاد المسير" 4/ 139، البغوي 4/ 192.
(¬2) "تنوير المقباس" ص 143.
(¬3) "تفسير مقاتل" 148 أ.
(¬4) ما بين المعقوفين ساقط من (ي).
(¬5) في (ب): (معناه).
(¬6) القائل ميسون بنت بحدل الكلبية، والبيت في: "الخزانة" 3/ 593، 621، السيوطي ص 224، "الدر" 2/ 100، "المحتسب" 1/ 236، "شرح شذور الذهب" ص 381، "سر صناعة الإعراب" 1/ 273، "شرح شواهد الإيضاح" ص 250، "اللسان" (مسن) 6/ 4205، "المقاصد النحوية" 4/ 397.
(¬7) في (ي): (لا أن).
(¬8) ساقط من (ي).

الصفحة 502