كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

وأضم؛ يقال: فلان يأوي إلى قوة وإلى ثروة.
وقوله تعالى: {إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}، الركن: كل ناحية قوية من نواحي الجبل والدار والقصر ونحو ذلك، وركن الرجل قوته وعُدده الذين يعتز بهم، وهو المراد في هذه الآية. قال ابن عباس (¬1) في قوله: {إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}: يريد (¬2): من العشيرة أو مؤمنين معي.
وقال ابن إسحاق (¬3): شيعة تمنعني وعشيرة تنصرني، وهذا قول جميع المفسرين وأهل التأويل: أن المراد بالركن الشديد هاهنا العشيرة، قال قتادة (¬4): وذكر لنا أن الله لم يبعث نبيًا بعد لوط إلا في عز من قومه ومنعة من عشيرته، وقد رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "يرحم الله لوطًا لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولكنه -عليه السلام- عني العشيرة" (¬5).
قال أبو بكر: أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كان يرجع إليه لوط من عون الله له ودفع المكروه عنه، وروى الأثرم (¬6) عن أبي عبيدة (¬7) في قوله: {إِلَى رُكْنٍ
¬__________
(¬1) هذا القول رواه الطبري 12/ 87 عن قتادة، وذكره البغوي 2/ 192، وأخرجه ابن أبي حاتم 6/ 2064 عن ابن عباس. وانظر: "الدر" 3/ 621.
(¬2) ساقط من (ب).
(¬3) الطبري 12/ 87، الثعلبي 7/ 52 أ.
(¬4) الطبري 12/ 87.
(¬5) أخرجه البخاري (3272) كتاب: الأنبياء، باب: قول الله -عز وجل-: {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ} "الفتح" 6/ 473، وأخرجه مسلم رقم (151) كتاب: الإيمان، باب: زيادة طمأنية القلب بتظاهر الأدلة، وفي الفضائل ح (152) 4/ 1839، والترمذي (3116) كتاب: التفسير، باب: ومن سورة يوسف. وقال حديث حسن، والطبري 12/ 87 - 88، والحاكم 2/ 561. وقال: حديث صحيح على شرط مسلم.
(¬6) هو: أبو بكر الأثرم صاحب الإمام أحمد.
(¬7) "مجاز القرآن" 1/ 294.

الصفحة 503