كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

شَدِيدٍ}. قال: إلى عشيرة عزيزة (¬1) كثيرة منيعة وأنشد (¬2):
أو (¬3) آوي (¬4) إلى رُكْنٍ مِنَ الأَرْكَانِ ... في عدد طَيسٍ ومجدٍ ثان
الطيس الكثير، والثاني المقيم. وجواب (لو) محذوف. قال محمد بن إسحاق (¬5): لو أن لي بكم قوة معناه: لحُلْتُ بينكم وبين المعصية. وحذف الجواب هاهنا أبلغ (¬6)؛ لأنه يحضر النفس ضروب المنع، واستقصاء هذا قد سبق في قوله: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ} [الأنعام: 27] (¬7). وهذه الآية بيان عن حال المحق إذا رأى منكرًا لا يمكنه إزالته من التحسير على قوة أو معين على دفعه لحرصه على طاعة ربه وجزعه من معصيته.

81 - قوله تعالى: {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ}. قال المفسرون (¬8): لما رأت الملائكة ما لقي لوط من الكرب والنصب بسبب الدفع عنهم، قالوا:
¬__________
(¬1) في (ب): (شديدة).
(¬2) بيتان من الرجز وهما بلا نسبة. انظر: "مجاز القرآن" 1/ 294، الطبري 12/ 88، "زاد المسير" 4/ 109، وهو فيها جميعًا هكذا (يأوي) وهو الصواب حتى لا ينكسر البيت.
(¬3) ساقط من (ي).
(¬4) في (ي): (يأوى).
(¬5) "زاد المسير" 4/ 139.
(¬6) ساقط من (ي).
(¬7) قال: وقد حذف الجواب تفخيمًا للأمر وتعظيمًا. وجاز حذفه لعلم المخاطب بما يقتضي. ونقل عن ابن جني ما يبين أن هذا أبلغ في اللغة من إظهار الجواب. انظر: "سر صناعة الإعراب" 2/ 649.
(¬8) الطبري 12/ 90، الثعلبي 7/ 52 أ، البغوي 4/ 192 - 193، "زاد المسير" 4/ 140.

الصفحة 504