كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

يا لوط إن ركنك لشديد، وإنهم آتيهم عذاب غير مردود، وإنَّا رسل ربك لن يصلوا إليك، فافتح الباب ودعنا وإياهم، ففتح الباب فدخلوا، فضرب جبريل بجناحه وجوههم، فطمس أعينهم وأعماهم فصاروا لا يعرفون الطريق، ولا يهتدون إلى بيوتهم، وذلك قوله [تعالى: {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ} [القمر: 37]، ومعنى] (¬1) {لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ} أي: بسوء ومكروه فإنَّا نحول بينهم وبين ذلك، وقالوا له: {فَاسْرِ بِأَهْلِكَ} وقرئ (¬2) بقطع الألف وهما لغتان، يقال: سريت بالليل وأسريت.
وأنشد أبو عبيد لحسان (¬3):
أسرت إليك ولم تكن تسري
فجاء باللغتين، وجاء بيت النابغة (¬4):
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين ساقط من (ي).
(¬2) قرأ ابن كثير ونافع {فاسر بأهلك} من سريت، بغير همز، وقرأ أبو عمرو وعاصم، وابن عامر وحمزة والكسائي {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} من أسريت. انظر: "السبعة" ص 338، "إتحاف" ص 259، "الكشف" 1/ 535، "الحجة" 4/ 367، الطبري 12/ 80، الثعلبي 7/ 52 ب.
(¬3) عجز بيت، وصدره:
إن النضيرة ربة الخدر
"ديوانه" ص 96، "اللسان" (سرا) 4/ 2003، "المخصص" 9/ 48، 14/ 240، "تاج العروس" (سرا) وبلا نسبة في "مقاييس اللغة" 3/ 154.
(¬4) صدر بيت للنابغة الذبياني، وعجزه:
تزجي الشمالُ عليه جامد البرد
وسرت إذا أمطرت، وقوله: (من الجوزاء سارية) كقولك: سقينا بنوء كذا وكذا، أي. أصابة المطر ليلًا، و (تزجي) تسوق وتدفع على الثور جامد البرد، انظر: =

الصفحة 505