كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

الله -عز وجل- (بقطع من الليل)، قال: هو آخر (¬1) الليل، بسحر (¬2).
وقال قتادة (¬3): بعد طائفة من الليل.
وقال بعض أهل المعاني: هو نصف الليل؛ فإنه قطع بنصفين.
وقوله تعالى: {وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ}، نهى من معه من الالتفات إذا خرجوا من قريتهم، قال مجاهد (¬4): لا ينظروا وراءهم كأنهم تعبدوا بذلك.
وقوله تعالى: {إِلَّا امْرَأَتَكَ}، قرئ بالنصب (¬5) والرفع؛ فمن قرأ بالنصب -وهو الاختيار- جعلها مستثناة من الإهلال على معنى فأسر بأهلك إلا امرأتك، والذي يشهد بصحة هذه القراءة أن في قراءة (¬6) عبد الله (فأسر بأهلك إلا امرأتك) وليس بينهما {وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ}، ومن رفع المرأة حمله على (ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك)، فإن قيل: على هذا هذه القراءة توجب أنها أمرت بالالتفات؛ لأن القائل إذا قال: لا يقم
¬__________
(¬1) ابن الأنباري في "الوقف والابتداء" 1/ 85، وانظر: "الدر" 3/ 623، "زاد المسير" 4/ 142، مسائل نافع بن الأزرق في "الإتقان" 1/ 167.
(¬2) في (ي): (سحرًا).
(¬3) الطبري 12/ 93، عبد الرزاق 2/ 309.
(¬4) الطبري 12/ 93، وابن أبي حاتم 6/ 2065، وابن المنذر كما في "الدر" 3/ 623، "زاد المسير" 4/ 142.
(¬5) قرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي بالنصب، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالرفع، انظر: "السبعة" ص 338، "الكشف" 1/ 536، "إتحاف" ص 259، الطبري 12/ 80، الثعلبي 7/ 52 ب.
(¬6) الطبري 12/ 89، الثعلبي 7/ 52 ب، البغوي 4/ 193، القرطبي 9/ 80، "الدر المنثور" 3/ 623.

الصفحة 507