كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

قال أبو علي (¬1): ويجوز في قول من نصب أن يكون الاستثناء من {وَلَا يَلْتَفِتْ} على قول من قال (ما جاءني أحد إلا زيدًا) وقد بينا هذا في قوله: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} في قراءة من قرأ: {قَلِيلًا} (¬2)، وإن جعلت الاستثناء من {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} لم يكن إلا النصب، ووجه التفسير في قراءة من قرأ بالنصب ما قاله المفسرون (¬3): أن الملائكة قالوا للوط فأسر بأهلك إلا امرأتك فلا تسر بها وخلفها مع قومها فإنَّ هواها إليهم.
وقوله تعالى: {إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ}، الكناية في قوله: {إِنَّهُ} كناية عن الشأن والأمر، تأويلها فإنَّ الأمر مصيبها ما أصابهم.
وقوله تعالى: {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ}، [أي: للعذاب. قال عامة المفسرين (¬4): لما قالوا للوط إن موعدهم الصبح] (¬5)، قال: أريد أعجل من ذلك بل الساعة يا جبريل، فقال (¬6) له: أليس الصبح بقريب، قالوا: فخرج لوط بأهله عند طلوع الفجر، فلما طلع الفجر احتمل جبريل مدينتهم حتى أدناها من السماء بما فيها ثم نكسوا على رءوسهم وأتبعهم الله الحجارة.

82 - فذلك قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا}. قال ابن عباس (¬7):
¬__________
(¬1) "الحجة" 4/ 370.
(¬2) قرأ بهذه القراءة ابن عامر، انظر: "السبعة" ص 235، "الكشف" 1/ 392.
(¬3) الثعلبي 7/ 52 ب، الطبري 12/ 89 ورجحه، البغوي 4/ 193.
(¬4) الثعلبي 7/ 52 ب، "زاد المسير" 4/ 142، البغوي 4/ 193، القرطبي 9/ 81.
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من (ي).
(¬6) في (ي): (فقالوا).
(¬7) الثعلبي 7/ 52 ب، "زاد المسير" 4/ 143، البغوي 4/ 193، القرطبي 9/ 81.

الصفحة 509