كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

بالواو والنون، و [الياء والنون] (¬1)، تقول: الرجال لقيتها والقوم حضرتها، قال الله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ} [الشعراء: 105]. فأنث الفعل، ويؤكد هذا الوجه قوله في الحجر: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ} [آية: 74] فكنى عنهم بالهاء والميم.
وقوله تعالى: {حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ}؛ اختلفوا في السجيل، والذي عليه أعظم أهل التفسير أنه معرب عن (سنك كل) (¬2) وهو قول ابن عباس (¬3) وقتادة (¬4) وسعيد بن جبير (¬5).
قال أهل اللغة (¬6): هذا فارسي، والعرب لا تعرف هذا.
قال أبو إسحاق (¬7): والذي عندي في هذا التفسير أنه فارسي أعرب، ومن كلام الفرس ما لا يحصى مما قد أعربته العرب نحو جاموس وديباج، ولا ينكر أن يكون هذا مما أعرب.
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين ساقط من (ي).
(¬2) وضع على الكاف من كلا الكلمتين ثلاث نقط وذلك علامة على أن الكاف تنطق كالجيم القاهرية في اللغة الفارسية. انظر كتاب: "كيف تتعلم الفارسية".
(¬3) أخرجه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر كما في "الدر" 3/ 624، وابن أبي حاتم 6/ 2068، والثعلبي 7/ 53 أ، البغوي 4/ 194، القرطبي 9/ 82.
(¬4) المروي عن قتادة قوله السجيل: الطين، انظر: الطبري 12/ 94، عبد الرزاق 2/ 309، وأبا الشيخ كما في "الدر" 4/ 364، البغوي 4/ 194، القرطبي 9/ 82، الثعلبي 7/ 53 أ.
(¬5) الطبري 12/ 94، الثعلبي 7/ 53 أ، "زاد المسير" 4/ 144، البغوي 4/ 194، القرطبي 9/ 82.
(¬6) "تهذيب اللغة" (سجل) 2/ 1634.
(¬7) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 70.

الصفحة 511