كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

وقد أعاد الله تعالى ذكر هذه الحجارة فقال: {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ} فقد سمَّى للعرب ما عني بسجيل، وهذا القول اختيار الفراء (¬1)، وابن قتيبة (¬2) قالا: {مِنْ سِجِّيلٍ} من طين قد طبخ حتى صار كالآجر فهو (سنك كل) بالفارسية، ونحو هذا قال الليث (¬3) في تفسير السجيل: إنه حجارة كالمدر وهو دخيل معرب، وقال الضحاك (¬4): يعني: الآجر.
وقال الحسن (¬5): كأن أصل الحجارة طينًا، فشددت. وهذه الأقوال كلها سواء.
وقال ابن زيد (¬6): {مِنْ سِجِّيلٍ} أي: من السماء الدنيا وهي تسمى سجيل.
وقال عكرمة (¬7): هو بحر في الهواء معلق بين الأرض والسماء منه أنزلت الحجارة.
وحكى الزجاج (¬8) عن بعضهم (¬9) أنه فعيل من أسجلته أي: أرسلته،
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" 2/ 24.
(¬2) "مشكل القرآن وغريبه" 1/ 212.
(¬3) "اللسان" (سجل) 4/ 1946.
(¬4) الثعلبي 7/ 53 أ، "زاد المسير" 4/ 144، البغوي 4/ 194، القرطبي 9/ 82.
(¬5) الطبري 12/ 95، الثعلبي 7/ 53 أ، البغوي 4/ 194، القرطبي 9/ 82.
(¬6) الطبري 12/ 94، الثعلبي 7/ 53 أ، "زاد المسير" 4/ 144، البغوي 4/ 194، القرطبي 9/ 82.
(¬7) الثعلبي 7/ 53 أ، "زاد المسير" 4/ 144، القرطبي 9/ 82.
(¬8) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 71.
(¬9) ساقط من (ي).

الصفحة 512