كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

قال أهل المعاني: جعل فيها علامات تدل على أنها معدة للعذاب، وذلك أملأ للنفوس وأهول في الصدور، وقال الربيع (¬1): مكتوب على كل حجر اسم من رمي به.
وقوله تعالى: {عِنْدَ رَبِّكَ} أي: في خزائنه التي لا يُتصرف في شيء منها إلا بإذنه (¬2).
وقوله تعالى: {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}، يعني: كفار قريش، قال مجاهد (¬3): يرهبهم بها، وقال قوم (¬4): يعني كل ظالم وكافر من ذلك الوقت إلى يوم القيامة، قال قتادة (¬5): والله ما أجار الله منها ظالمًا بعد قوم لوط، وحكى الفراء (¬6): يعني: قوم لوط، أي أنها لم تكن لتخطئهم.
قال ابن الأنباري على هذا القول: وإنما ذكر هذا بعد تبيين الله تعالى نزول العذاب بهم توكيدًا للمعنى السابق، كما قال: {الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46]، والأكثرون على أن المراد به من ظالمي هذه الأمة
¬__________
(¬1) الثعلبي 7/ 53 ب وعزاه السيوطي لابن جرير وابن أبي حاتم 6/ 2069، وأبو الشيخ كما في "الدر" 3/ 625، وفي الطبري 12/ 96 عن الربيع قال: عليها سيما خطوط. وكذا عند ابن أبي حاتم.
(¬2) "زاد المسير" 4/ 146.
(¬3) الطبري 12/ 96، الثعلبي 7/ 53 ب، وابن المنذر وابن أبي حاتم 6/ 2069، وأبو الشيخ كما في "الدر" 3/ 625.
(¬4) رُوي عن عكرمة أيضًا كما في الطبري 12/ 96، والربيع أخرجه ابن أبي حاتم 6/ 2070، وأبو الشيخ عنه كما في "الدر" 3/ 625، وغيرهم. البغوي 4/ 194.
(¬5) الطبري 12/ 96، الثعلبي 7/ 53 ب، وابن أبي حاتم 6/ 2070، وأبو الشيخ كما في "الدر" 3/ 626، والبغوي 4/ 194، و"زاد المسير" 4/ 146.
(¬6) "معاني القرآن" 2/ 25.

الصفحة 518