كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

بكم إلى التطفيف وسوء الكيل والوزن؟
وقوله تعالى: {وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ}، توعدهم بعذاب يحيط بهم، فلا يفلت منهم أحد، والمحيط من صفة اليوم في الظاهر، وهو في المعنى من صفة (¬1) العذاب (¬2)، وذلك أن يوم العذاب إذا أحاط بهم [فقد أحاط بهم] (¬3) العذاب (¬4).

85 - قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ} أي: أتموها بالعدل، والإيفاء: الإتمام، والوفاء: التمام، وكل شيء بلغ التمام فقد وفي، وهذا يدل على صحة التفسير الذي ذكرنا في قوله: {وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ}؛ لأنه قال أوفوا المكيال والميزان، ولو أراد إيفاء المكيل والموزون لقال: أوفوا بالمكيال والميزان.
86 - قوله تعالى: {بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ}. قال ابن عباس (¬5): ما أبقى الله لكم من الحلال بعد إيفاء الكيل والوزن خير من البخس والتطفيف، يعني: من تعجيل النفع بالبخس في المكيال والميزان، والمعنى على هذا القول: الذي يبقيه الله لكم من الحلال عند إعراضكم عن الحرام: أبقى (¬6) لأموالكم في الدنيا وأصلح لأحوالكم في الآخرة.
¬__________
(¬1) في (ي): (الموصوف).
(¬2) ساقط من (ي).
(¬3) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(¬4) الطبري 12/ 101 نحوه.
(¬5) ذكره الطبري 12/ 101 ثم قال: وهذا قول رُوي عن ابن عباس بإسناد غير مرتضى عند أهل النقل، الثعلبي 7/ 54 أ، البغوي 4/ 195، "زاد المسير" 4/ 148.
(¬6) في (ي): (أنمى).

الصفحة 521