كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

قول القرظي (¬1) وزيد بن أسلم (¬2)؛ قالوا: كان ينهاهم عن ذلك.
وقوله تعالى: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ}، قال ابن عباس (¬3). يريدون: السفيه الجاهل، وعلى هذا كنوا بالحليم الرشيد عن السفيه الجاهل.
قال أبو بكر: وهذا التفسير مشاكل للغة (¬4)؛ لأن العربي يقول لمخاطبه إذا استحمقه: يا عاقل من يقول هذا غيرك؟ يريد يا أحمق، ويقول لمن يستجهله: يا حليم فكر (¬5) فيما تسمع، يعني يا جاهل.
قال الشاعر (¬6):
فقلت لسيدنا يا حليم ... إنك لم تأس أسواء (¬7) رفيقًا
فآخر البيت يدل على أنه استجهله وخاطبه بالحلم كانيا عن غيره، وهذا قول مقاتل بن سليمان (¬8) قال: معناه: إنك لأنت السفيه الضال، وقال الحسن وابن جريج (¬9) والكلبي وابن زيد وأكثر أهل التأويل: هذا
¬__________
(¬1) الطبري 12/ 102، "زاد المسير" 4/ 150، وابن المنذر كما في "الدر" 3/ 627، "البحر المحيط" 5/ 253.
(¬2) الطبري 12/ 102، "زاد المسير" 4/ 150، القرطبي 9/ 88، وأبو الشيخ كما في "الدر" 3/ 627.
(¬3) الثعلبي 7/ 54 ب، البغوي 4/ 195، "زاد المسير" 4/ 150.
(¬4) في (ب): (اللغة).
(¬5) ساقط من (ب).
(¬6) البيت لشييم بن خويلد كما في "اللسان" (خفق) 2/ 1214.
(¬7) في (ب): (تأسوا سواء).
(¬8) "تفسير مقاتل" 148 ب.
(¬9) الطبري 12/ 103.

الصفحة 526