كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

قوله تعالى: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ}، [قال ابن عباس (¬1): يريد وما أريد أن أفعل ما أنهاكم عنه] (¬2)، وقال قتادة (¬3): لم أكن لأنهاكم عن أمر ثم أرتكبه، ومعنى هذا القول أنه يقول: لا أنهى عن قبيح وأفعله كمن ليس مستنظرًا (¬4) فيه، قال أبو إسحاق (¬5): أي لست أنهاكم عن شيء وأدخل فيه، وإنما أختار لكم ما أختار لنفسي، وتلخيص معنى اللفظ: وما أخالفكم بالقصد إلى [ما أنهاكم عنه؛ يقال: خالفه إلى] (¬6) ذلك الأمر إذا أتاه (¬7) مخالفًا له.
وقال أبو بكر: بَيَّنَ أن الذي يدعوهم إليه من اتباع طاعة الله، وترك البخس والتطفيف، هو مما يرتضيه لنفسه ولا ينطوي إلا عليه، فكان بهذا ماحضًا لهم النصيحة، إذ اختار لهم ما اختاره لنفسه.
وقوله تعالى: {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ} أي ما أريد إلا الإصلاح فيما بيني وبينكم بأن تعبدوا الله وحده وتفعلوا كما يفعل من يخاف الله، قاله ابن عباس.
قوله تعالى: {مَا اسْتَطَعْتُ}، مفعول الاستطاعة محذوف تقديره ما استطعته، أي ما استطعت الإصلاح، واستطاعة الإصلاح هو الإبلاغ
¬__________
(¬1) "تنوير المقباس" ص 144.
(¬2) ما بين المعقوفين ساقط من (ي).
(¬3) الطبري 12/ 103، البغوي 4/ 196، "زاد المسير" 4/ 151، الثعلبي 7/ 54 ب، ابن أبي حاتم 6/ 2074، أبو الشيخ كما في "الدر" 3/ 627.
(¬4) في (ي): (مستنصرًا)، ولعل الصواب "مستبصرًا".
(¬5) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 73.
(¬6) ما بين المعقوفين ساقط من (ي).
(¬7) في (ب): (أراه).

الصفحة 528