كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

والإنذار فقط، ولا يستطيع إجبارهم على الطاعة، وهذا معنى قول أبي إسحاق (¬1)؛ لأنه قال في قوله {مَا اسْتَطَعْتُ}: أي بقدر طاقتي، [وقدر طاقتي] (¬2) إبلاغكم وإنذاركم، ولست قادرًا على إجباركم على الطاعة، ثم أعلم أنه لا يقدر هو ولا غيره على الطاعة إلا بتوفيق الله جل وعز، فقال: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}، أي أرجع إليه في المعاد في قول ابن عباس (¬3) ومجاهد (¬4).
وقال الحسن (¬5): إليه أرجع بعملي ونيتي، وروي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ذكر شعيبًا قال: "ذاك خطيب الأنبياء" (¬6) لحسن مراجعته قومه.
¬__________
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 73.
(¬2) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(¬3) الثعلبي 7/ 54 ب، البغوي 4/ 196، القرطبي 9/ 90.
(¬4) الطبري 12/ 103، والبغوي 4/ 196، وابن أبي حاتم 6/ 2074، وأبو الشيخ كما في "الدر" 3/ 628.
(¬5) انظر: "تفسير كتاب الله العزيز" 2/ 244.
(¬6) أخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/ 620 عن محمد بن إسحاق قال: "وشعيب بن ميكائيل النبي - صلى الله عليه وسلم -، بعثه الله نبيًا، فكان من خبره، وخبر قومه ما ذكر الله في القرآن. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذكره قال: "ذاك خطيب الأنبياء لمراجعته قومه" سكت عنه الذهبي في "التلخيص"، وفيه سلمة بن الفضل بن الأبرش، قال في "الميزان": 2/ 192: (ضعفه ابن راهويه، وقال البخاري: في حديثه بعض المناكير، وقال ابن معين: كتبنا عنه وليس في المغازي أتم من كتابه، وقال النسائي: ضعيف، وقال أبو حاتم: لا يحتج به).
والحديث ذكره السيوطي في "الدر" 3/ 504 وقال: أخرجه ابن أبي حاتم والحاكم عن ابن إسحاق قال ذكر لي يعقوب بن أبي سلمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ذكر شعيبًا =

الصفحة 529