كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

ونحو هذا قال ابن عباس والمفسرون (¬1) في قوله {مَا نَفْقَهُ}: ما نفهم.
فإن قيل: إن شعيبا كان يخاطبهم بلسانهم فلم قالوا ما نفقه؟
قال أبو بكر (¬2): فيه جوابان: أحدهما (¬3): ما نفقه صحة كثير مما تقول، يعنون ما يذكر من التوحيد والبعث والنشور، وما يلزم من الزكاة، ويحظر من التطفيف، فزعموا أن هذا مما لا يفهمون صحته إذ كانوا منكرين دين شعيب، فحذفت الصحة وقام "كثير" مقامها، والثاني: أنهم كانوا يستثقلون سمع بعض (¬4) ما يأتي به عن ربه تعالى من ذم الكفار وعيب ما يرتكبون، فكانوا كأنهم لا يفقهونه، كما تقول لمن تكره كلامه: ما أفهم ما تقول، وما أستطيع أن أسمع كلامك، وأنت [في الحقيقة] (¬5) تفهم وتستطيع، إلا أن هذا باب من المجاز، استعملته العرب وعرف في خطابها.
وقوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا}، قال سعيد بن جبير (¬6) وقتادة (¬7): أعمى.
¬__________
= قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 450: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. ورواه الطبراني في موضع آخر 10/ 293 بلفظ (اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين).
(¬1) البغوي 4/ 197، القرطبي 9/ 91، ابن عطية 7/ 384.
(¬2) "زاد المسير" 4/ 152.
(¬3) ساقط من (ي).
(¬4) ساقط من (ي).
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من (ي).
(¬6) الطبري 12/ 105، وأبو الشيخ وابن عساكر كما في "الدر" 3/ 629، و"زاد المسير" 4/ 152، والقرطبي 9/ 91، وابن أبي حاتم 6/ 2076.
(¬7) "زاد المسير" 4/ 152، القرطبي 9/ 91 وروي هذا القول ابن أبي حاتم 6/ 2076 عن سعيد بن جبير، والحاكم 2/ 568 وصححه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس، "الدر" 3/ 629.

الصفحة 534