كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

إذا القوم قالوا وردهن ضحى غدا ... تواهفن حتى وردهن طروق
يصف إبلا قدّر أنها ترد الماء في وقت الضحى فوردته (¬1) قبل ذلك ليلاً لقوتهن وفضل نشاطهن، ويجوز أن يكون في {الْوِرْدُ} (¬2) بمعنى الموضع والشيء الذي يورد عليه كالماء وغيره، والذي في هذه الآية يراد به الموضع الذي يورد، وهو بمعنى المفعول، ويجوز أن يكون بمعنى الفاعلين كقوله: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا} [مريم: 86] أي واردين، وهو في الأصل مصدر ثم يُسمى به المفعول والفاعل.
قال ابن الأنباري (¬3): الورد مصدر معناه: الورود تجعله العرب بمعنى الموضع المورود كالذي في هذه الآية، وتلخيص المعنى (¬4) (بئس الشيء الذي يورد النار).

99 - قوله تعالى {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً} يعني في الدنيا، في قول الجميع، قال الكلبي (¬5) ومقاتل (¬6) والمفسرون (¬7): لعنة الدنيا الغرق، ولعنة الآخرة عذاب جهنم، وقال أهل المعاني (¬8): اللعنة في الدنيا يعني بها لعن المسلمين والصالحين إياهم في حياتهم، واللعنة في
¬__________
(¬1) في (ي): (ردته).
(¬2) في (ب): (الورود).
(¬3) "زاد المسير" 4/ 155.
(¬4) في (ي): الآية.
(¬5) "زاد المسير" 4/ 156، القرطبي 9/ 94.
(¬6) "تفسير مقاتل" /149 أ، "زاد المسير" 4/ 156
(¬7) الطبري 12/ 110، "الدر" 3/ 631، البغوي 1/ 198، ابن عطية 7/ 392.
(¬8) "زاد الميسر" 4/ 156.

الصفحة 543