كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

الآخرة ما يَقْدَمون عليه من عذاب الله، وقوله تعالى {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ}، وذكر أبو علي (¬1) في انتصابه وجهين (¬2) أحدهما: أن يكون التقدير: ولعنة (¬3) يوم القيامة، فحذف المصدر وأقيم اليوم مقامه فانتصب انتصاب المفعول به، والآخر: أن يكون {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ} محمولًا على موضع في {هَذِهِ} كما قال (¬4):
إذا ما تلاقينا من اليوم أو غدًا
ومثل هذه الآية قوله تعالى في القصص: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} [القصص: 42] ونذكرها في موضعها إن شاء الله.
وقوله تعالى: {بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ}، الرفد معناه في اللغة (¬5): العطاء والمعونة، وكل شيء أعنت به غيرك فهو رفد، يقال: [رفد يرفده] (¬6) رَفْدًا ورِفْدًا بفتح الراء وكسرها، ويقال: الرفد بالكسر اسم وبالفتح مصدر، وسميت اللعنة هاهنا رفدًا؛ لأنه جعل بدلا منها، كما يقال عتابك السيف وتحيتك الشتم، يذهب إلى أنه بدل منه وواقع موقعه.
قال أبو عبيدة (¬7) في قوله {بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ}: بئس العون المعان.
¬__________
(¬1) "الحجة" 1/ 27، 28.
(¬2) في (ي): (على وجهين).
(¬3) في (ي): ولكنه.
(¬4) سبق تخريجه.
(¬5) انظر: "تهذيب اللغة" (رفد) 3/ 1437.
(¬6) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(¬7) "مجاز القرآن" 1/ 298.

الصفحة 544