كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

وقال قتادة (¬1) في تفسير هذه الآية: ترافدت عليهم لعنتان من الله، لعنة الدنيا ولعنة الآخرة.
وقال مجاهد (¬2). رُفِدوا يوم القيامة بلعنة أخرى زيدوها، فتانِك لعنتان.
وسأل نافع بن الأزرق ابن عباس عن قوله: {بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ}، فقال (¬3): هو اللعنة بعد اللعنة، قال الزجاج (¬4): وكل شيء جعلته عونا لشيء فقد رفدته به، فعلى هذه الأقوال معنى الرفد هاهنا: اللعنة التي لعنوا بها في الدنيا، ثم وصف هذا الرفد بأنه مرفود أي مشفوع معانٌ بلعنة الآخرة (¬5).

100 - قوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى}، قال أهل المعاني (¬6): الإشارة بقوله {ذَلِكَ} تعود إلى النبأ الذي تقدم، وقد ذكرنا في مواضع من هذا الكتاب أن (ذلك) يشار به إلى الواحد والاثنين والجماعة، كقوله تعالى: {لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [البقرة: 68].
وقوله تعالى: {مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ}، أراد: ومنها حصيد؛ لأن
¬__________
(¬1) الطبري 12/ 111، البغوي 4/ 198، عبد الرزاق 2/ 312، ابن أبي حاتم 6/ 2081.
(¬2) الطبري 12/ 110، وابن أبي حاتم 6/ 2081. وانظر: "الدر" 3/ 631.
(¬3) أخرجه ابن الأنباري في "الوقف والابتداء"، والطسي عن ابن عباس كما في "الدر" 3/ 631.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 77.
(¬5) في (ي): (أخري).
(¬6) الطبري 12/ 112، "زاد المسير" 4/ 156

الصفحة 545