كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

الحصيد غير القائم. قال أبو إسحاق (¬1): أي من القرى التي أهلكت: (قائم) أي: بقيت حيطانه، {وَحَصِيدٌ}: مخسوف وما قد محي أثره، وعلى نحو هذا دار كلام المفسرين.
قال ابن عباس (¬2): {قَائِمٌ}: ينظرون إليه وإلى ما بقي من أثره، و (حصيد) قد خرب ولم يبق له أثر. قال ابن الأنباري: الحصيد هاهنا عني به الاستئصال بالهلكة ويعقبه الأثر، كالزرع إذا حصد وأزيل عن موضعه، ومن هذا قوله تعالى: {حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ} [الأنبياء: 15].

101 - قوله تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ}، قال المفسرون (¬3): وما ظلمناهم بالعذاب والإهلاك، ولكن ظلموا أنفسهم بالكفر والمعصية.
وقال عطاء عن ابن عباس: يريد وما نقصناهم في الدنيا من النعيم ولا من الرزق، ولكن نقصوا حظ أنفسهم حيث استخفوا بحقوق الله، وقوله تعالى: {فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ} أي ما نفعتهم (¬4) وما دفعت عنهم (¬5)، {الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي التي يعبدون سوى الله وغيره.
وقوله تعالى: {وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ}، ابن عباس (¬6) وغيره من
¬__________
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 77.
(¬2) الطبري 12/ 112، الثعلبي 7/ 55 ب، البغوي 4/ 198، القرطبي 9/ 95.
(¬3) الطبري 12/ 113، الثعلبى 7/ 56 أ، ابن عطية 7/ 394.
(¬4) في (ي): (ولا).
(¬5) ساقط من (ي).
(¬6) روي هذا القول الطبرى 12/ 113 عن ابن عمر ومجاهد وقتادة. وذكره في "زاد المسير" 4/ 156 عن ابن عباس "تنوير المقباس" ص 145.

الصفحة 546