كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

المفسرين (¬1) يقولون: غير تخسير، وأبو عبيدة (¬2) وأهل اللغة يقولون: هو الإهلاك، والتباب الهلاك، وأحدهما قريب من الآخر، وذكرنا معنى التخسير في هذه السورة (¬3).
قال ابن الأنباري (¬4): في قوله تعالى: {وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} قولان؛ أحدهما: (وما زادتهم عبادتها غير تتبيب) فحذفت العبادة على حذف المضاف، والآخر: أن الآلهة زادتهم بلاءً، وإن كانت من الموات؛ لأنهم ادعوا أن عبادتهم إياها [تنفعهم عند الله، فلما جرى الأمر بخلاف ما قدروا] (¬5) وصفها الله بأنها زادتهم بلاءً وهلاكًا وخسارًا (¬6).

102 - قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ}، أي وكما ذكر من إهلاك الأمم وأخذهم بالعقاب أخذ ربك إذا أخذ القرى، ومعنى أخذ الله نقلهم إلى جهة عقابه. {وَهِيَ ظَالِمَةٌ} من صفة القرى وهي في الحقيقة لأهلها ومن كان يسكنها، ونحو هذا قوله تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً} [الأنبياء: 11] وقوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا}، [القصص: 58] يعني أن أهلها بطروا المعيشة، ويكون هذا من باب حذف المضاف.
103 - قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ}، يعني: ما ذكر من عذاب الأمم
¬__________
(¬1) في (ي): (قال ابن عباس والمفسرون).
(¬2) "مجاز القرآن" 1/ 339.
(¬3) عند قوله تعالى {فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ} [هود: 63].
(¬4) انظر: "الزاهر" 1/ 466.
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من (ي)
(¬6) ساقط من (ي).

الصفحة 547