كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

يضمره (¬1) وإن كانت ابتداءً وخبرًا؛ لا يجوز أن] (¬2) تقول: (آتيك يومَ ضحوتُه باردة)، ولا (ليلةَ أولها مطير)، فإن نوّنت في هذا وفي الأول حتى يخرج من حد (¬3) الإضافة جاز، فقلت: آتيك يومًا ضحوته باردة، وآتيك يومًا يسرك. وهذا قول أبي عثمان، فإذا لم يجز أن يكون (يوم) في قوله {يَوْمَ يَأْتِ} [فاعل يأتي] (¬4) ثبت أن في (يأتي) ضمير اليوم المتقدم ذكره في قوله: {لِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ}، وتقديره: يوم يأتي هذا اليوم الذي تقدم ذكره {لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ}، واليوم في قوله: {يَوْمَ يَأْتِ} هو المراد به الحين والبرهة، ليس (¬5) وضح النهار.
فأما قوله: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ} يحتمل ضربين:
أحدهما: أن يكون حالاً من الذكر الذي في {يَأْتِ}، ونقدر فيه ضميرًا يرجع إلى ذي الحال، وتقديره: يوم يأتي ذلك اليوم غير متكلم فيه نفس، ومن قدَّر هذا التقدير كان أجدر بأن يحذف الياء من {يَأْتِ}؛ لأنه كلام مستقل (¬6) فيشبه (¬7) -من أجل ذلك- الفواصل وإن لم يكن فاصلة، كما أن حذف الياء من قوله: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ} [الكهف: 64] لما كان كلامًا
¬__________
(¬1) كذا في الأصل، ولعل الصواب (معرفة بضميره) أي معرفة بضمير عائد على الظرف. حتى يستقيم السياق.
(¬2) ما بين المعقوفين ساقط من (ي).
(¬3) في (ي): (وجه).
(¬4) ساقط من (ب).
(¬5) في (في): (بإضافة على).
(¬6) في (ب): (مستقبل).
(¬7) ساقط من (ي).

الصفحة 551