كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

إذا ردده في الجوف، وقال أبو العالية (¬1): الزفير في الحلق، والشهيق في الصدر، ويبين هذا قول رؤبة (¬2):
حَشْرَجَ في الجوفِ صهيلا أو شَهقْ ... حتى (¬3) يقالَ ناهقٌ وما نَهَقْ
وكلام ابن عباس قريب مما قاله أهل اللغة والمفسرون، فإنه قال (¬4): الزفير الصوت الشديد، والشهيق الصوت الضعيف.
وقال في رواية عطاء في قوله: {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} يريد: ندامة ونفسا عاليًا (¬5) وبكاء لا ينقطع.

107 - قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ}، الأكثرون من أهل المعاني والتفسير على أن قوله: {مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} للتأبيد (¬6) والمراد به خالدين فيها أبدًا.
¬__________
(¬1) الطبري 12/ 116، الثعلبي 7/ 56 ب، البغوي 4/ 200، "زاد المسير" 4/ 159، وفي "تهذيب اللغة" (شهق) 2/ 1946 عن الربيع.
(¬2) البيت من قصيدة له يصف فيها حمار الوحش، وفيه (سحيلاً) وليس "صهيلًا"، و"حشرج" ردد الصوت في حلقة ولم يخرجه، و"السحيل" الصوت الذي يدور في صدر الحمار في نهيقه، قاله في "اللسان".
انظر: "ديوانه" ص 106، "اللسان" (حشرج) 2/ 884، الطبري 15/ 479، القرطبي 9/ 98، "البحر المحيط" 5/ 251، "الدر المصون" 6/ 390، "تاج العروس" (حشرج) 3/ 326.
(¬3) ساقط من (ب).
(¬4) الطبري 12/ 116، الثعلبي 7/ 56 ب، البغوي 4/ 200، "زاد المسير" 4/ 159.
(¬5) ساقط من (ب).
(¬6) الطبري 12/ 117، البغوي 4/ 200، "زاد المسير" 4/ 159، ابن عطية 7/ 401، القرطبي 9/ 99.

الصفحة 556