كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

قال الضحاك (¬1): ما دامت سموات الجنة والنار وأرضهما، وكل ما علاك وأظلك فهو سماء، وكل ما استقرت عليه قدمك وثبت فهو أرض.
وقال الحسن (¬2) أراد: ما دامت الآخرة كدوام السماء والأرض في الدنيا.
وقال ابن قتيبه (¬3): للعرب في معنى الأبد ألفاظ يستعملونها في كلامهم، يقولون: لا أفعل ذلك ما اختلف الليل والنهار، وما طما البحر، وما أقام الجبل، وما دامت السماء والأرض، في أشباه كثيرة لهذا، يريدون: لا أفعله أبدًا، فخاطبهم الله بما يستعملون.
وقال ابن الأنباري (¬4): إن الله تعالى خاطب العرب على ما تعقل، ومن ألفاظهم في التأبيد أن يقولوا: لا أفعل ذلك ما دامت السموات والأرض، وما أن السماء سماء، وما بلَّ بحر صوفة (¬5)، وما ناحت الحمام وتغنت، وما أطت الإبل، وما اجترت الناب (¬6)، وما لألأت الفور (¬7) فلما
¬__________
(¬1) الثعلبي 7/ 56 ب، البغوي 4/ 200، القرطبي 9/ 99.
(¬2) الثعلبي 7/ 56 ب. وأخرج ابن أبي حاتم 6/ 2086، وأبو الشيخ عن الحسن قال: "تبدل سماء غير هذه السماء وأرض غير هذه الأرض، فما دامت تلك السموات وتلك الأرض" "الدر" 3/ 634.
(¬3) "مشكل القرآن وغريبه" 1/ 213.
(¬4) "زاد المسير" 4/ 159.
(¬5) "البيان والتبيين" 3/ 7.
(¬6) في (ب): (النار).
(¬7) في الثعلبي 7/ 57 أ "وما لألأت العُفْر بأذنابها". ويقال "ما لألأت الفوز بأذنابها" أي لا أفعل ذلك ما حركت الظباء أذنابها. انظر: "جمهرة الأمثال" 2/ 281، "اللسان" (لأ لأ، فور)، "سمط اللآلئ" ص 5، وفيه (ما لألأت العفر).

الصفحة 557