كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

الأزهري (¬1) أيضًا: سعد وأسعد، ولعل هؤلاء ذهبوا في هذا الذي أجازوه إلى هذه القراءة، وقال الفراء (¬2): كلام العرب سعد الرجل وأسعده الله، إلا هذيلًا فإنهم يقولون: سُعد الرجل بالضم، وبذلك قرأ أصحاب (¬3) عبد الله، وقال الكسائي (¬4): سُعدوا وأسعدوا لغتان.
وقوله تعالى: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}، انتصب (عطاء) على المصدر بما دل عليه الأول، كأنه قيل: إعطاهم النعيم عطاءً غير مجذوذ، ويكون العطاء اسما أقيم مقام المصدر، كقول القطامي (¬5):
وبعد عطائك المائة الرتاعا
والمجذوذ: المقطوع في قول المفسرين (¬6) كلهم، يقال: جذه يجذه جذًّا، وجذ الله دابرهم. وقال النابغة (¬7):
¬__________
(¬1) "تهذيب اللغة" (سعد) 2/ 1690.
(¬2) "الدر المصون" 4/ 131.
(¬3) "البحر" 5/ 264، وهي قراءة حمزة والكسائي وحفص، وابن مسعود وطلحة بن مصرف وابن وثاب والأعمش.
(¬4) "البحر" 5/ 264، "الدر المصون" 4/ 131.
(¬5) القطامي وصدره:
أكفرًا بعد رد الموت عني
انظر: "ديوانه" / 37، "الخزانة" 1/ 391 "شرح الشواهد" للعيني 3/ 505، "اللسان" (عطا) 5/ 3001، السيوطي / 287، "الدرر" 1/ 161، 2/ 127، "تذكرة النحاة" ص 456، "معاهد التنصيص" 1/ 179، "المقاصد النحوية" 3/ 505.
(¬6) رواه الطبري 15/ 490 عن الضحاك وقتادة وابن عباس ومجاهد وأبي العالية وابن زيد، وانظر: الثعلبي 7/ 58 أ، البغوي 4/ 201، "زاد المسير" 4/ 162، القرطبي 9/ 103 ابن كثير 2/ 504.
(¬7) النابغة الذبياني من قصيدته المشهورة في مدح عمرو بن الحارث الأعرج يقول في وصف سيوف الغسانين، و (السلوقي) الدروع منسوبة إلى سلوق مدينة باليمن،=

الصفحة 565