كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

آبائهم من قبل، {مَا} (¬1) مع الفعل بمنزلة المصدر؛ يريد: أنهم على طريق (¬2) التقليد يعبدون الأوثان كعبادة آبائهم.
وقوله تعالى: {وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ}، أي من العذاب في قول ابن عباس (¬3) وغيره.

110 - قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ}، قال ابن عباس (¬4): يعزّي النبي - صلى الله عليه وسلم -، يعني أن هذا تسلية للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالحال التي تعم من التكذيب، أي إنْ كذبوا بالكتاب الذي [آتيناك، فقد كذب من قبلهم بالكتاب الذي] (¬5) آتينا موسى.
وقوله تعالى: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ}، قال ابن عباس (¬6): يريد أني أخرت أمتك إلى الموت أو إلى يوم (¬7) القيامة، ولولا ذلك لعجلت عقاب من كذبك، قال ابن الأنباري (¬8): أعلم الله أنه لولا ما تقدم من حكمه بتأخير عذابهم إلى يوم القيامة، لكان الذي يستحقونه عند عظيم كفرهم إنزال عاجل العذاب بهم، لكن المتقدم من
¬__________
(¬1) ساقط من (ي).
(¬2) في (ي): (تقدير).
(¬3) هذا القول مروي عن ابن زيد كما في الطبري 12/ 123، والمروي عن ابن عباس هو "ما وعدوا فيه من خير أو شر" كما في الطبري 12/ 122، "زاد المسير" 4/ 162.
(¬4) الثعلبي 7/ 58 ب، البغوي 4/ 202، "زاد المسير" 4/ 162، ابن عطية 7/ 407.
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من (ي).
(¬6) "زاد المسير" 4/ 162، الطبري 12/ 232 من غير نسبة.
(¬7) ساقط من (ي).
(¬8) الرازي 18/ 69.

الصفحة 567