كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

قضائه أخر ذلك عنهم في دنياهم، فابن عباس والكلبي (¬1) وأكثر أهل التفسير على أن هذا في كفار مكة، وقال مقاتل بن سليمان (¬2): يُعني بهذا قوم من أصحاب موسى، والظاهر هو الأول؛ لأن الذين كذبوا بالتوراة أهلكوا في الدنيا عاجلًا، ولم تؤخر عقوبتهم إلى الآخرة.
وقوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ} يعني من القرآن، وفي قول مقاتل (¬3): من كتاب موسى، {مُرِيبٍ} هو موقع للريبة.

111 - قوله تعالى: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ} الآية، اختلف القراء (¬4) في تشديد {إِنَّ} و {لمَّا} وتخفيفهما؛ فقرأ أبو عمرو والكسائي: {وَإِنَّ} مشددة النون {لمَا} خفيفة، قال الزجاج (¬5): تخفيف {لمَا} هو الوجه والقياس، ولام {لمَا} لام {إِنَّ} و (ما) زائدة مؤكدة لم تغير المعنى ولا العمل.
وقال أبو علي (¬6): هذه القراءة وجهها بين، ومثاله من الكلام (إن
¬__________
(¬1) "تنوير المقباس" ص 145.
(¬2) "تفسير مقاتل" 149 ب.
(¬3) ساقط من (ي).
(¬4) قرأ ابن كثير ونافع بالتخفيف فيهما، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر تخفيف النون وتشديد الميم، وقرأ حمزة والكسائي بتشديد النون، واختلفا في الميم فشددها حمزة وخففها الكسائي. وقرأ أبو عمرو مثل قراءة الكسائي، وقرأ ابن عامر مثل قراءة حمزة، وقرأ ابن عامر مثل قراءة حمزة، وقرأ حفص عن عاصم بالشديد فيهما مثل حمزة وابن عامر. انظر: "السبعة" 339، الطبري 12/ 232 - 124 , "إتحاف" ص 260، "الكشف" 1/ 536.
(¬5) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 81.
(¬6) "الحجة" 4/ 381 - 386 بتصرف واخصار.

الصفحة 568