كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

لَغَيْرُهُ خيرٌ منه)، ومثله {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} [النساء: 72]، وهذا القول كالأول إلا أنه أجاز أن تكون "ما" هاهنا اسمًا بمعنى "مَنْ"، وعند الزجاج (¬1) والبصريين (ما) صلة زائدة كما ذكرنا، وقرأ ابن كثير ونافع {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا} مخففتين. ووجه هذه القراءة ما ذكره سيبويه (¬2)، وهو أنه قال: حدثنا من نثق به أنه سمع من العرب من يقول: (إنْ عمروًا (¬3) لمنطلق)، قال: وأهل المدينة يقرؤون {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا} يخففون وينصبون.
قال الأزهري (¬4): أخبرني المنذري عن أبي طالب النحوي أنه قال: أهل البصرة أعني به سيبويه وذويه يقولون العرب تخفف (أنّ) الشديدة وتعملها وأنشدوا (¬5):
ووجه حسن النحر ... كأنْ ثدييه حقان
أراد (كأنّ) فخفف وأعمل، قال أبو علي (¬6): ووجه النصب بها مع
¬__________
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 81.
(¬2) "الحجة" 4/ 386.
(¬3) في (أ)، (ب): (إن عمرًا).
(¬4) "تهذيب اللغة" (إن) 1/ 223، وفيه "وقال أبو طالب النحوي، فيما روى عنه المنذري، قال: أهل البصرة غير سيبويه وذويه يقولون: إن العرب تخفف (إن) الشديدة وتعملها .. " والصحيح ما أثبته كما في "الكتاب" 1/ 283.
(¬5) في رواية (ووجه مشرق النحر) وهو من شواهد سيبويه التي لم تنسب، والنقل مع الشاهد في "الكتاب" 2/ 135، وانظر: "الخزانة" 4/ 358، ابن الشجري 1/ 362، الطبري 12/ 125، "تهذيب اللغة" (إن) 1/ 223، "الإنصاف" ص 166، "أوضح المسالك" 1/ 378، "تلخيص الشواهد" ص 389، "شرح المفصل" 8/ 82، "اللسان" (أنن) 1/ 19، "المقاصد النحوية" 2/ 305.
(¬6) "الحجة" 4/ 386.

الصفحة 570