كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

التخفيف من القياس أن (أنَّ) مشبهة في نصبها بالفعل، والفعل يعمل محذوفًا كما يعمل غير محذوف (¬1)، وذلك في نحو: (لم يك زيد منطلقًا)، وكذلك (لا أدر).
قال الفراء (¬2): لم نسمع العرب تخفف (أنَّ) وتعملها إلا مع المكني؛ لأنه لا يتبين فيه إعراب، نحو قوله (¬3):
فلو أنْكِ في يوم الرخاء سألتني ... فراقكِ لم أبخل وأنتِ صديق
فأما مع الظاهر فلا، لكن إذا خففوها رفعوا، قال: ومن قرأ {وَإِنَّ كُلًّا} فإنهم نصبوا (كلًا) بـ {لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} كأنه قال: وإن ليوفينهم كلا. قال: وهذا وجه لا أشتهيه؛ لأن اللام لا يقع الفعل الذي بعدها (¬4) على شيء قبله، وقرأ حمزة وابن عامر وحفص {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا} مشددتان.
والكلام في تخفيف "إنَّ" وتشديدها قد ذكرناه، وبقي الكلام في تشديد {لَمَّا} هاهنا.
قال أبو إسحاق (¬5): زعم بعض النحويين أن معناه (لمن ما) ثم قلبت
¬__________
(¬1) في (ي): (كما يعمل في غير محذوف).
(¬2) "معاني القرآن" 2/ 29.
(¬3) البيت لم أعثر على قائله وهو في "الإنصاف" 169، "شرح المفصل" لابن يعيش 8/ 71، 73 "خزانة الأدب" 2/ 465، 4/ 452، "شرح الشواهد" للسيوطي ص 31، "همع الهوامع" 2/ 187، "الدر" 1/ 120، "الإنصاف" 1/ 205، "الجنى الداني" / 218، "شرح ابن عقيل" 1/ 384، "اللسان" (حرر) 2/ 830، "المقاصد النحوية" 1/ 311.
(¬4) ساقط من (ب).
(¬5) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 81.

الصفحة 571