كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

النون ميمًا، فاجتمعت ثلاث ميمات، فحذفت إحداها وهي الوسطى فبقيت (لمّا). قال: وهذا القول ليس بشيء؛ لأن (من) لا يجوز حذفها لأنها اسم على حرفين، ولكن التشديد فيه قولان: أحدهما يروى عن المازني (¬1) زعم أن أصلها "لَمَا" ثم شددت الميم. قال: وهذا القول ليس بشيء أيضًا (¬2)؛ لأن الحروف نحو: (ربّ) وما أشبهها تُخفف، ولسنا نثقل ما كان على حرفين.
قال: وقال بعضهم قولا (¬3) لا يجوز غيره والله أعلم، أن (لما) في معنى (إلا) كما تقول: سألتك لما فعلت وإلا فعلت، ومثله {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: 4] معناها إلا عليها.
وقال الفراء (¬4): أما من شدد (لما) فإنه والله أعلم أراد لمن (¬5) ما ليوفينهم، فلما اجتمعت ثلاث ميمات حذفت واحدة فبقيت ثنتان فأدغمت في صاحبتها كما قال (¬6):
واني لمما (¬7) أصدر الأمر وجهه ... إذا هو أعيا بالسبيل مصادره
قال: وربما تحذف بعض الحروف إذا اجتمعت كما أنشد
¬__________
(¬1) "تهذيب اللغة" (لم) 4/ 3295.
(¬2) في (جـ)، (ي): (أصلا).
(¬3) ساقط من (ي).
(¬4) "معاني القرآن" 2/ 29.
(¬5) في (ي): لما.
(¬6) لم أهتد إلى قائله، وانظر: "معاني القرآن" 2/ 29، الطبري 12/ 123 - 124 القرطبي 9/ 105، "الدر المصون" 6/ 403.
(¬7) في (ب): (فلما).

الصفحة 572