كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

كقوله {أَكْلًا لَمًّا} [الفجر: 19].
فإن قال قائل: إن (لما) فيمن ثقل أنها هي {لمًّا} هذه ووقف عليها بالألف تم أجري الوصل مجرى الوقف فذلك مما يجوز في الشعر.
قال الكسائي (¬1): من شدد {إِنَّ} وشدد {لمَّا} فالله أعلم بذلك ليس لي به علم، ولا من خفف "إنّ" ثم نصب (كلاّ) أيضًا وشدد "لمّا" فلست أدري أيضًا، قال أبو علي: ولم يبعد الكسائي فيما قال (¬2). وقوله تعالى {رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ}، قال ابن عباس (¬3): يريد جزاء بما عملوا، وعلى هذا هو من باب حذف المضاف؛ لأن المعنى: ليوفينهم ربك جزاء أعمالهم.
وقوله تعالى: {إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}، خبير قال: يريد بطاعة أوليائه وخبير بمعصية أعدائه.

112 - قوله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}، الاستقامة: الاستمرار في جهة واحدة، وذلك خلاف الأخذ في جهات اليمين والشمال، قال المفسرون (¬4): معناه فاستقم على العمل بأمر ربك والدعاء إليه في {كَمَا أُمِرْتَ} في القرآن.
وقال ابن عباس (¬5)،
¬__________
(¬1) "مشكل إعراب القرآن" ص 416.
(¬2) انتهى النقل عن "الحجة" 4/ 387 - 388، بتصرف.
(¬3) الطبري 12/ 126، البغوي 4/ 203، "زاد المسير" 4/ 164، القرطبي 9/ 104 من غير نسبة.
(¬4) الطبري 12/ 126، الثعلبي 7/ 59 أ، البغوي 4/ 203.
(¬5) قلت: بل المروي عن ابن عباس خلاف هذا حيث قال: ما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آية هي أشد عليه من هذه الآية، ولذلك قال: "شيبتني هود وأخواتها" البغوي 2/ 404، القرطبي 9/ 107. قال في "كشف الخفاء" 2/ 20، رواه ابن مردويه في "تفسيره".وانظر: "المقاصد الحسنة" للسخاوي 255، 256، والترمذي (3297) =

الصفحة 575