كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

والسدي (¬1): الخطاب له والمراد منه أمته.
قوله تعالى: {وَمَنْ تَابَ مَعَكَ} (مَنْ) في محل الرفع من وجوه؛ أحدها: أن تكون عطفا على الضمير في {فَاسْتَقِمْ}، أي فاستقم أنت وهم، والثاني: أن تكون عطفا على الضمير في {أُمِرْتَ}، والثالث: أن تكون ابتداء على تقدير ومن تاب معك فليستقم، ومعنى {وَمَنْ تَابَ مَعَكَ}، قال ابن عباس (¬2): يريد أصحابه الذين تابوا من الشرك.
وقوله تعالى: {وَلَا تَطْغَوْا}، معنى الطغيان تجاوز المقدار، قال ابن عباس (¬3): يريد تواضعوا لله ولا تَجَبَّروا على أحد.
وقال الكلبي (¬4): ولا تطغوا في القرآن فتحلوا أو تحرموا ما لم يأمركم به الله، وقيل (¬5): لا تجاوزوا أمري {إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، قال ابن عباس: لا تخفى عليه أعمال بني آدم، علم قبل أن يعملوا ما هم عاملون.

113 - قوله تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا}، يقال: ركِن يركَن ركونا، ومعنى الركون السكون إلى الشيء والميل إليه بالمحبة، ونقيضه النفور عنه، ولغة
¬__________
= كتاب: التفسير، باب: ومن سورة الواقعة، ويؤيد هذا المعنى قوله تعالى بعد: {وَمَنْ تَابَ مَعَكَ}.
(¬1) الثعلبي 7/ 59 أ، القرطبي 9/ 107.
(¬2) "زاد المسير" 4/ 164.
(¬3) الرازي 18/ 71.
(¬4) "زاد المسير" 4/ 164 ونسبه إلى ابن عباس.
(¬5) أخرجه الطبري 12/ 126 عن ابن زيد، وابن أبي حاتم 6/ 2089، وانظر. "الدر" 3/ 636، و"زاد المسير" 4/ 164، والثعلبي 7/ 59 أ.

الصفحة 576