كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

مقاتل (¬1) فإنه يقول: هو صلاة العشاء؛ لأنه أدخل المغرب في طرفي النهار، [وقال أبو إسحاق (¬2): هو منصوب على الظرف، كما تقول: جئت (¬3) طرفي النهار] (¬4) وأول الليل، قال: ومعنى زلفًا من الليل: الصلاة القريبة من أول الليل، وأصل الكلمة من الزلفة والزلفى، وهي القربة، يقال: أزلفته فازدلف أي قربته فاقترب.
وقوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}، قال ابن عباس والمفسرون (¬5): يريد [إن الصلوات الخمس] (¬6) تكفر ما بينها من الذنوب إذا اجتنبت الكبائر، وروى ليث عن مجاهد (¬7) قال: هي قول العبد: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
وقوله تعالى: {ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}، قال ابن عباس: يريد: هذا موعظة فـ (ذلك) عنده بمعنى (هذا)، وذكرنا وجهه في قوله: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} (¬8)
¬__________
(¬1) "تفسير مقاتل" /150 أ، البغوي 4/ 204.
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 82.
(¬3) ساقط من (ي) في الزجاج "كما تقول حينا طرفي النهار .. ".
(¬4) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(¬5) الطبري 12/ 132، الثعلبي 7/ 59 ب، البغوي 4/ 204، "زاد المسير" 4/ 168، ابن عطية 7/ 416 - 417. وفي الحديث "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهنّ" أخرجه مسلم (ح 233) في الطهارة، باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات .. عن أبي هريرة.
(¬6) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(¬7) الطبري 12/ 133 رواه منصور عن مجاهد، الثعلبي 7/ 59 ب، ابن عطية 7/ 417، "زاد المسير" 4/ 168.
(¬8) البقره: 2. وخلاصة مما ذكره: "أنه إنما يجوز ذلك بمعنى هذا لما مضى وقرب وقت تقضيه أو تقضى ذكره".

الصفحة 582