كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

وقال غيره (¬1): {ذَلِكَ ذِكْرَى} يعني القرآن عظة لمن ذكره، والكلام في (ذلك) وأن الإشارة بها إلى الجملة جائزة قد مضى في عدة مواضع، وقال أبو علي الفارسي: الذكرى مصدر جاء بألف التأنيث، كما جاء على فَعْلى نحو العدوى والدعوى والطغوى وتترى فيمن لم يصرف، وعلى فُعْلى نحو شورى، [وقالوا في الجمع (للذِّكَر) فجعلوه بمنزلة (سدرة وسدر)، كما جعلوا (العُلَى) مثل (الظُّلَم)، وقالوا: الذكر بالدال حكاه سيبويه (¬2) وكذلك روي بيت ابن مقبل (¬3):
من بعد ما يعتري قلبي من الدكر
وذلك لما كثر تصرف الكلمة بالدال نحو {وَادَّكَرَ} [يوسف: 45]، {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (¬4) أشبهت تقوى، وتقية، وتقاة.

115 - قوله تعالى: {وَاصْبِرْ} قيل (¬5) على الصلاة، كقوله {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ] (¬6) عَلَيْهَا} [طه:132]، {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ
¬__________
(¬1) الثعلبي 7/ 60 أ، البغوي 4/ 205، "زاد المسير" 4/ 169.
(¬2) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس 2/ 331.
(¬3) لابن مقبل، وصدره:
يا ليت لي سلوة تشفى النفوس بها
وفيه (من بعض) بدل (من بعد) هنا، انظر: "ديوانه" 81، "الخصائص" 1/ 351، "المقرب" 2/ 166، "سر صناعة الإعراب" 1/ 188، "الممتع في التصريف" 1/ 359، "المنصف" 3/ 140.
(¬4) في النسخ: (وهل).
(¬5) الثعلبي 7/ 60 أ، البغوي 4/ 205، "زاد المسير" 4/ 170.
(¬6) ما بين المعقوفتين: بياض في (ب).

الصفحة 583