كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

الْمُحْسِنِينَ}، قال ابن عباس (¬1): يعني المصلين.

116 - قوله تعالى {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ}، يعني القرون المهلَكة، ومعنى (لولا) هاهنا نفي عند المفسرين، وهو قول ابن عباس (¬2): يريد ما كان من القرون من قبلكم، وهذا مثل قوله: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ} [يونس: 98] وقد استقصينا الكلام هناك، ونحو هذا قال الفراء (¬3) في هذه الآية: لم يكن منهم أحد كذلك.
ومن الناس (¬4) من يقول: (لولا) هاهنا على ظاهره، بمعنى (هَلَّا كان)، و (لم لا كان)، وهو تعجب وتوبيخ للكفار الذين سلكوا سبيل من قبلهم في (¬5) الفساد.
وقوله تعالى: {أُولُو بَقِيَّةٍ}، [قال ابن عباس (¬6): يريد: أولو دين، قال الزجاج (¬7): {أُولُو بَقِيَّةٍ}] (¬8) معناه أولو تمييز، ويجوز أولو طاعة، قال: ومعنى البقية إذا قلت (في فلان بقية) فمعناه فيه فضل فيما يمدح به،
¬__________
(¬1) الثعلبي 7/ 60 أ، البغوي 4/ 205، "زاد المسير" 4/ 170، القرطبي 9/ 113.
(¬2) "زاد المسير" 4/ 170، ورواه الطبري 12/ 139 - 140 عن قتادة، ورجحه، وانظر الثعلبي 7/ 60 ب، البغوي 4/ 206، القرطبي 9/ 113.
(¬3) "معاني القرآن" 2/ 30.
(¬4) ابن قتيبة في "مشكل القرآن وغريبه" 216، الثعلبي 7/ 60 أ، "زاد المسير" 4/ 170، القرطبي 9/ 113، "معاني الأخفش" 1/ 294.
(¬5) في (ي): (من).
(¬6) "زاد المسير" 4/ 170.
(¬7) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 83.
(¬8) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).

الصفحة 584