كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

وقال القتبي (¬1) {أُولُو بَقِيَّةٍ} أي [أولو بقية] (¬2) من دين، يقال (قوم لهم بقية) و (فيهم بقية) إذا كانت فيهم مسكة وخير.
وقوله تعالى {يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ}، قال ابن عباس: يريد عن الشرك والاعتداء في حقوق الله والمعصية.
وقوله تعالى: {إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ}، قال الفراء (¬3) والزجاج (¬4): هو استثناء على الانقطاع مما قبله؛ المعنى: لكن قليلاً ممن نجينا منهم نهوا عن الفساد، كما قال: {إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ} [يونس: 98] قال المفسرون (¬5): وهم أتباع الأنبياء وأهل الحق.
وقوله تعالى {وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ}، الترفة النعمة وصبي مترف (¬6) إذا كان منعم البدن، والمترف الذي أبطرته النعمة وسعة العيش (¬7).
قال الفراء (¬8): يقول اتبعوا في دنياهم ما عودوا من النعيم وإيثار اللذات على أمر الآخرة وركنوا إلى الدنيا والأموال وما أعطوا من نعيمها.
¬__________
(¬1) "مشكل القرآن وغريبه" ص 216، وفيه: (إذا كانت فيهم مسكة وفيهم خير)، وانظر: "تهذيب اللغة" (بقي) 1/ 374.
(¬2) ما بين المعقوفين ساقط من (ي).
(¬3) "معاني القرآن" 2/ 30.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 83
(¬5) الطبري 12/ 139، الثعلبي 7/ 60 ب، البغوي 4/ 206.
(¬6) في (ب)، (جـ): (متروف).
(¬7) انظر: "تهذيب اللغة" (ترف) 1/ 436.
(¬8) "معانى القرآن" 2/ 31.

الصفحة 585