كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

قال عطاء عن ابن عباس (¬1) يريد: اتبعوا (¬2) ما وسعت عليهم وأنعمت، وروي (¬3) عنه نعموا وأبطروا أيضًا.

117 - قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ}، قال أبو بكر الأنباري: أراد بالقرى أهلها وسكنها وكان ذكره الأهل بعدها في قوله {وَأَهْلُهَا} تبيينا لما تتضمنه.
وذكر المفسرون (¬4) وأهل المعاني كلهم في هذه الآية قولين:
أحدهما: وما كان الله ليهلك [أهل] (¬5) القرى وهم مسلمون [صالحون] (¬6)، فيكون ذلك منه ظلمًا لهم.
الثاني: وهو قول أهل السنة (¬7) (وما كان ربك ليهلك أهل القرى بشركهم وظلمهم لأنفسهم، وهم مصلحون يتعاطون الحق بينهم)، أي ليس من سبيل الكفار -إذا قصدوا الحق في المعاملة وتنكبوا الظلم- أن ينزل الله بهم عذابا يجتاحهم.
¬__________
(¬1) انظر: الطبري 12/ 139 - 140 روى كلامً بنحوه، وابن المنذر وابن أبي حاتم 4/ 194 ب عن مجاهد وقتادة، وأبو الشيخ كما في "الدر" 3/ 644.
(¬2) ساقط من (ي).
(¬3) الثعلبي 7/ 60 ب.
(¬4) الطبري 12/ 140 كأنه يميل إلى الأول، الثعلبي 7/ 60 ب، البغوي 4/ 206، "زاد المسير" 4/ 171، ابن عطية 7/ 423 ورجح الأول، القرطبي 9/ 114، "معاني القرآن للفراء" 2/ 31، "معاني الزجاج" 3/ 83.
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من (ي).
(¬6) ما بين المعقوفين ساقط من (ي).
(¬7) ذكر هذا القول الطبري 12/ 140، والبغوي 4/ 206.

الصفحة 586