كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

وهذا معنى قول ابن عباس (¬1)، فقد قال الذي رواية عطاء: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى}، يريد الرجال، (بظلم) يريد بشرك، و (أهلها مصلحون): يريد فيما بينهم، كقوم لوط عذبهم الله باللواط، وقال فيهم: {وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 78] يريد الشرك، وكذلك قوم شعيب عذبوا ببخس الكيل. وهذا التفسير يدل على أن الاجتراء على أنواع المعاصي أقرب إلى عذاب الاستئصال في الدنيا من الشرك.

118 - قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً}، [قال ابن عباس (¬2): يريد على دينك الذي بعثت به.
وقال قتادة (¬3): لجعل الناس أمة واحدة] (¬4): أن يجعلهم مسلمين، وهذا دليل على تكذيب القدرية حيث قالوا: ما بقي في مقدوره من اللطف في أن يجعل الخلق مؤمنين إلا وقد فعل، قالوا: ولو قدر فلم يفعل (¬5) لم يجز في الحكمة (¬6).
قوله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}، قال مجاهد وقتادة وعطاء والأعمش (¬7): أي في الأديان من بين يهودي ونصراني ومجوسي وغير ذلك
¬__________
(¬1) روي عن جرير نحوه، قال الهيثمي في "المجمع" 7/ 39: وفيه عبيد بن القاسم الكُوفي وهو متروك.
(¬2) "زاد المسير" 4/ 171.
(¬3) الطبري 12/ 141، القرطبي عن سعيد بن جبير 9/ 114، ابن عطية 7/ 423.
(¬4) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(¬5) في (ي): (ولو قدره لم يفعله).
(¬6) انظر: "شفاء العليل" لابن القيم 1/ 18، 19.
(¬7) روى ذلك عنهم الطبري 12/ 141 - 142، وابن أي حاتم 6/ 2093 - 2094.

الصفحة 587