كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

من اختلاف (¬1) الملل.

119 - وقوله تعالى: {إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ}، قال أبو إسحاق (¬2) {مَنْ} استثناء على معنى (لكن مَنْ رحم ربك فإنه غير مخالف).
وقال الفراء (¬3): {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}: يعني أهل الباطل، {إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ}: أهل الحق، وهذا قول مجاهد (¬4) نفسه.
وقال ابن عباس (¬5): هما فريقان: فريق اختلف فلم يرحم، وفريق رحم فلم يختلف، وهو كقوله: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود: 105].
وقال عكرمة (¬6): {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} يعني أهل الأهواء والبدع {إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ}: أهل السنة والجماعة.
وقوله تعالى {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}، قال ابن عباس والضحاك ومجاهد وقتادة (¬7): وللرحمة خلقهم، يعني الذين رحمهم.
قال أبو بكر: وعلى هذا أشير إلى الرحمة بقوله: {ذَلِكَ}؛ لأن تأنيثها ليس تأنيثا حقيقيًا، فحملت على معنى الفضل والغفران، كقوله -عز وجل-:
¬__________
(¬1) ساقط من (ي).
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 83.
(¬3) "معاني القرآن" 31/ 2.
(¬4) الطبري 12/ 141، وأخرجه ابن أبي حاتم 6/ 2094 عن ابن عباس.
(¬5) "زاد المسير" 4/ 172، القرطبي 9/ 115، عبد الرزاق 2/ 316.
(¬6) "زاد المسير" 4/ 172.
(¬7) روى ذلك عنهم جميعًا الطبري 12/ 143 - 144، والثعلبي 7/ 61 أ، والبغوي 4/ 206، و"زاد المسير" 4/ 172، والقرطبي 9/ 115، وابن كثير 2/ 509.

الصفحة 588