كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

وفريقًا لعذابه لأنه موافق للسُّنة.
وقال أبو إسحاق (¬1): ويدل على صحة هذا القول. قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}، قال الكلبي (¬2): يريد من كفار الجن وكفار الإنس.
وقال الفراء (¬3): صار قوله {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ} يمينًا، كما تقول: حَلِفي لأضربنك، وبدا لي لأضربنك، قال الله تعالى: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ} [يوسف: 35] ولو كان (أن يسجنوه كان صوابًا).

120 - قوله تعالى: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ}، قال الزجاج (¬4): {كُلًّا} منصوب بـ (نقص)، المعنى: وكل الذي تحتاج إليه من أنباء الرسل نقص عليك، و {مَاَ} منصوبة بدلا من (كل)، المعنى نقص عليك {مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} قال ابن عباس (¬5): يريد لنزيدك يقينا، وفسر التثبيت هاهنا بالتشديد (¬6) عن ابن عباس (¬7)، وبالتقوية عن الضحاك (¬8) والتصبير عن ابن جريج (¬9)، وهو الأقرب؛ لأن ما يقص عليه من أنباء الرسل إنما هو للاعتبار بها؛ لما فيها من حسن صبرهم على أممهم، واجتهادهم في دعائهم إلى عبادة الله، فإذا سمعها
¬__________
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 84.
(¬2) "زاد المسير" 4/ 172، "القرطبي" 9/ 115.
(¬3) "معاني القرآن للفراء" 2/ 31.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 84.
(¬5) البغوي 4/ 207.
(¬6) في (ي): (التشديد).
(¬7) الثعلبي 7/ 61 أ، القرطبي 9/ 116.
(¬8) الثعلبي 7/ 61 أ.
(¬9) الثعلبي 7/ 61 أ، القرطبي 9/ 116.

الصفحة 591