كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في ذلك تقوية لقلبه على الصبر على أذى قومه.
وقال الزجاج (¬1): وتثبيت الفؤاد وتسكين القلب هاهنا ليس للشك، ولكن كما كانت الدلالة والبرهان أكثر كان القلب أثبت، قال إبراهيم عليه السلام: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260]، وهذا الذي قال الزجاج معنى قول ابن عباس: لنزيدك يقينا.
وقوله تعالى: {وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ}، قال ابن عباس (¬2) والحسن (¬3) ومجاهد (¬4) والأكثرون: يعني في هذه السورة.
قال أبو إسحاق (¬5) وابن الأنباري (¬6): وخصّت هذه السورة؛ لأن فيها أقاصيص الأنبياء ومواعظ، وذكر ما في الجنة والنار.
وقيل (¬7): وجاءك في هذه الآيات التي ذكرت قبل هذا الموضع؛ وهو قوله: {وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ} [هود: 109] وقوله: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} [هود: 111] وقوله: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود: 105] الآيات، ويعني بالحق ما ذكر من أن الخلق يجازون بأنصبائهم، وأن بعضهم يصير إلى النار بشقائه، وبعضهم يصير إلى الجنة بسعادته، وخصت
¬__________
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 84، وانظر: "تهذيب اللغة" (ثبت) 1/ 470.
(¬2) الطبري 12/ 146، عبد الرزاق 2/ 316، والفريابي وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم 6/ 2096، وأبو الشيخ وابن مردويه، كما في "الدر" 3/ 646، القرطبي 9/ 116.
(¬3) الطبري 12/ 146، "زاد المسير" 4/ 173.
(¬4) الطبري 12/ 146، "زاد المسير" 4/ 173.
(¬5) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 84.
(¬6) "زاد المسير" 4/ 174.
(¬7) ساقط من (ب)، ذكر هذا القول الزجاج في معانيه 3/ 84.

الصفحة 592