كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

الشيطان {إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} ما يعدنا ربنا من النصر والعلو، عن ابن جريج (¬1).
وقال ابن إسحاق (¬2) {وَانْتَظِرُوا} ما يحل بكم من العذاب {إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} لذلك.
قوله تعالى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} قال أبو علي (¬3): الغيب مصدر مضاف إلى المفعول على الاتساع وحذف حرف الجر؛ لأنك تقول (غبت في الأرض)، و (غبت ببلد كذا) فتعديه بحرف الجر، فحذف وأضيف المصدر إلى المفعول به في المعنى، نحو: {مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ} [فصلت: 49] و {بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ}، [ص: 24] ويحتمل وجهين: أحدهما: ذو (¬4) غيب السموات والأرض، أي ما غاب فيهما من أولي العلم، والآخر: أن يكون المعنى: ولله علم (¬5) غيب السموات والأرض، ويدل على هذا قوله: {عَالِمُ الْغَيْبِ} [الأنعام: 73].
قال ابن عباس (¬6) في رواية الوالبي: يعني خزائن السموات والأرض، وقال الضحاك (¬7): يعني جميع ما غاب عن العباد.
وقوله تعالى: {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ} في المعاد حتى لا يكون
¬__________
(¬1) الطبري 12/ 148، وأبو الشيخ كما في "الدر" 3/ 646.
(¬2) انظر: "تفسير كتاب الله العزيز" 2/ 255.
(¬3) القرطبي 9/ 117.
(¬4) في (ي)، (جـ): (ذوو).
(¬5) ساقط من (ي).
(¬6) الثعلبي 7/ 61 أ، القرطبي 9/ 117.
(¬7) الثعلبي 7/ 61 أ، البغوي 2/ 407، القرطبي 9/ 117، "زاد المسير" 4/ 175.

الصفحة 594