كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 11)

94 - قوله تعالى: {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ}، قال ابن عباس: (يريد بالأباطيل (¬1)) (¬2) {إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ} من غزوة تبوك، {قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ} لن نصدقكم {قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ} يريد: قد أخبرنا الله بسرائركم وما تخفي صدوركم {وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} أي فيما تستأنفون، تبتم عن النفاق أو أقمتم عليه {ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} يريد: يعلم ما غاب عنا من ضمائركم ونياتكم، ومعنى: {ثُمَّ تُرَدُّونَ} أي للجزاء {فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} قال (¬3): يريد: يخبركم بما كنتم (¬4) تكتمون وتسرون.
95 - قوله تعالى: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ} أي إذا (¬5) رجعتم إليهم من تبوك، والمحلوف عليه محذوف من الآية على معنى: يحلفون بالله لكم أنهم ما قدروا على الخروج، أو ما أشبه هذا {لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ} أي: لتصفحوا عنهم فلا تؤنبوهم (¬6). والمعنى: لتعرضوا عن لائمتهم، فهو من باب حذف المضاف.
قال الله تعالى: {فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ}، قال ابن عباس: (يريد ترك الكلام والسلام والموالاة) (¬7).
¬__________
(¬1) في (م): (بالباطل).
(¬2) ذكره بمعناه ابن الجوزي في "زاد المسير" 3/ 486.
(¬3) يعني ابن عباس، وانظر قوله بمعناه في: "تنوير المقباس" ص 202.
(¬4) قوله: (تعملون. قال يريد يخبركم بما كنتم) ساقط من (ح).
(¬5) ساقط من (ى).
(¬6) في (ح): (تؤنبهم)، وفي (ى): (تونههم) بلا نقطة على النون.
(¬7) رواه الثعلبي 6/ 138 أ، والبغوي 4/ 85.

الصفحة 7